...رسالة زائر من كوكب اخر..

بسم الله الرحمن الرحيم




يا أهل الأرض سلام الله عليكم ورحمته وبركاته




منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة وأنا أعرفكم




منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة سمعت عن كوكبكم




سمعت أنه كان يعيش في ظلام الجاهلية




شرك وخمر ووأد للبنات واعتداء على الحرمات وعبادة أصنام لا تنفع نفسها فأنى لها أن تنفع غيرها !




ثم ظهر نور أشرق على الأرض فبدل ظلام الجهل والشرك بنور العلم والتوحيد




ساد الأمن وعمّ السلام والإسلام ففكرتُ في زيارتكم لكن أموراً ما شغلتني فتأخرتْ زيارتي لأكثر من ألف وأربعمائة سنة




لكن صعودكم للقمر واقتحامكم للفضاء وإصراركم على اكتشاف الكواكب الأخرى شجعني لتجديد عزمي على زيارتكم لعلي أصل إليكم قبل أن تصلوا أنتم إليّ




وحتى أعرف أحوالكم أكثر قبل زيارتي أخذتُ كتاب الماضي والحاضر وبدأتُ أقلب صفحاته




الصفحات الأولى كانت مشرقة مليئة بالفتوحات والانتصارات ثم تلتها صفحات من الترف والرفاهية الزائدة




وهكذا ظلت صفحات الماضي ما بين صعود وهبوط حتى وصلتُ إلى صفحات الحاضر صفحات القرن العشرين والواحد والعشرين




فهذه صفحة مليئة بالنكبات والنكسات وأخرى يزينها انتصار ناقص وبعدها صفحة فيها حرية مزيفة وتلك أخرى فيها جار يعتدي على حقوق جاره ولا تكفيه أرضه المليئة بالخيرات فيريد أن يبتلع أرض جاره




وفي الصفحة المقابلة إخوة يتقاتلون فيما بينهم وآخرون يتآمرون على بعضهم




وصفحة بها مسجد أسير تحاك ضده المؤامرات وهو يصرخ ويستنجد لكن لا يجد جواباً إلا صدى صوته




وصفحات وصفحات من الانحلال الأخلاقي ونسيان الدين




فهذا شاب يطلق بصره هنا وهناك فيما يحل له وما لا يحل ، وتلك فتاة خرجت من بيتها ومعها كل شيء إلا حياؤها ، وهؤلاء أطفال مشردون في الشوارع ، وأولئك كبار في السن قلوبهم تنزف من طعنات عقوق الأبناء




وصفحة تلو صفحة كلها متشابهة حقوق ضائعة وقتل ودمار واغتصاب وشِِرك




ولم يبق إلا الصفحات ما قبل الأخيرة لم أفتحها لخوفي أن تكون كسابقاتها فكدت أغلق الكتاب وألغي الزيارة من هول ما قرأت لكن شيئاً ما دفعني لإكمال باقي الصفحات




فوجدت صفحات فيها بعض النور ، قرأتُ عن شباب وفتيات دعاة وداعيات قابضين على الجمر يحاربون في كل اتجاه لإحياء الأرض التي كادت تموت وإرجاعها للطريق المستقيم




يحملون في أيديهم راية الإسلام وفي اليد الأخرى سلاحهم ، وسلاحهم ليس ناراً ولا بارود إنما هي أقلام يكتبون بها كلمات لإيقاظ الضمائر وهداية العقول وإزالة الغبار عن القلوب .




كلماتهم تستقي نورها من النور الذي أشرق على الأرض منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة وشعارهم الأخوة في الله وما يربط بينهم الإيمان




اتفقوا على نشر الخير وتعاهدوا على اللقاء في الجنة إذا فرقتهم الدنيا






والآن لم يبق إلا الصفحات الأخيرة صفحات بيضاء لا يعلم ما فيها إلا الله إنها صفحات المستقبل




أغلقتُ الكتاب وتشوقت لرؤية هؤلاء الدعاة والداعيات لذلك أكتب لكم رسالتي هذه وأنا أحزم أمتعتي وأستعد للزيارة وكل أملي أن أصل إليكم وقد زادت قوتكم وعلا صوتكم بكلمة واحدة :




( لا إله إلا الله محمد رسول الله )




ختاماً سلامي لكم يا أهل الأرض




أما تحياتي وتقديري واحترامي فهي لكم وحدكم أيها الدعاة والداعيات




الإمضاء : زائر من كوكب آخر